فصل: فصل في الوقف والابتداء في آيات السورة الكريمة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.فصل في الوقف والابتداء في آيات السورة الكريمة:

.قال زكريا الأنصاري:

سورة الانشقاق:
مكية.
قيل جواب {إذا} {وأَذِنَتْ} والواو صلة وقيل جوابها محذوف وعيهما فحققت تام وقيل الآية تقدم وتأخير وتقديره يا أيها الإنسان أنك كادِحٌ إلى ربك كدحا فملاقيه إذا السماء انشقت كأنه قال تلقون جزاء أعمالكم إذا السماء انشقت يعني يوم القيامة وعليه اقتصر الأصل.
{فملاقيه} تام.
{مسرورا} كاف وكذا {سعيرا} و{مسرورا}.
{بلى} حسن ويجوز الابتداء به.
{بصيرا} تام وكذا {عن طبق}.
{لا يسجدون} كاف وكذا {يكذبون}.
{بما يوعون} صالح.
{أليم} كاف بجعل إلا بمعنى لكن.
آخر السورة تام. اهـ.

.قال أحمد عبد الكريم الأشموني:

سورة الانشقاق:
مكية.
عشرون وثلاث آيات في البصري والشامي وخمس في عد الباقين.
وكلمها مائة وسبع كلمات.
وحروفها أربعمائة وثلاثون حرفاً.
في {إذا} احتمالان أحدهما أنها شرطية والثاني أنها ظرفية فقيل شرطية وجوابها {وأدنت} والواو صلة وقيل الجواب {فملاقيه} أو أنه {يا أيها الإنسان} أو أنه مقدر تقديره بعثتم.
وقيل تقديره لاقى كل إنسان كدحه وقيل {فأما من أوتي كتابه بيمينه} وعليه فالوقف {سعيراً} وقيل مقدر بعدها أي إذا كانت هذه الكوائن يظهر أمر عظيم وقيل هو ما صرَّح به في سورتي التكوير والانفطار من قوله: {علمت نفس} قاله الزمخشري وهو حسن وعلى الاحتمال الثاني فهي منصوبة مفعولاً بها بإضمار اذكر وقيل مبتدأ وخبرها {إذا} الثانية والواو زائدة والتقدير وقت انشقاق السماء وقت مدَّ الأرض أي يقع الأمران معا في وقت واحد قاله الأخفش.
والعامل في {إذا} كانت ظرفاً عند الجمهور جوابها إمَّا ملفوظاً به أو مقدراً ورفعت {السماء} بفعل مقدر على الاشتغال وإضمار الفعل واجب عند البصريين لأنهم لايجيزون أن يلي {إذا} غير الفعل ويتأوّلون ما أوهم خلاف ذلك. اهـ سمين مع زيادة للأيضًاح.
وقوله وجوابها {وأَذِنَتْ} والواو زائدة زيادتها مردودة لأن العرب لا تقحم الواو إلا مع حتى إذا كقوله: {حتى إذا جاؤها وفتحت أبوابها} ومع لما كقوله: {فلما أسلما وتله للجبين وناديناه} معناه ناديناه فلا تقحم الواو إلا مع هذين فقط كما نبهنا عليه في سورة الزمر.
ومعنى {وأَذِنَتْ} أي استمعت وانقادت وفي الحديث «ما أذن الله لشيء كأذنه لنبي يتغنى بالقرآن» قوله «ما أذن» بكسر الذال المعجمة وقوله «كأذنه» بفتح الذال قاله الهروي معناه ما استمع والله لا يشغله سمع عن سمع قال الشاعر:
صم إذا سمعوا خيراً ذكرت به ** وإن ذكرت بسوء عندهم أذنوا

وان يروا سبة طاروا بها فرحاً منى ** وما سمعوا من صالح دفنوا

{وَحُقَّتْ} الأولى تام على أن جواب {إذا} {وَحُقَّتْ} والواو زائدة.
{وتخلت} حسن إن كانت الواو في {وألقت} زائدة والتقدير وإذا الأرض مُدَّتْ ألقت ما فيها وتخلت وليس بوقف إن لم تجعل زائدة ولا يوقف على {مُدَّتْ} لأن الجواب بعد {وَحُقَّتْ} الثانية تام إن لم يجعل الجواب {فملاقيه}. وملاقيه تام إن لم يجعل الجواب {فأما من أوتي كتابه بيمينه} ولا يوقف على {يسيرا} لعطف ما بعده على ما قبله.
{مسروراً} كاف.
ولا يوقف على {ثبورا} لعطف ما بعده عليه.
{سعيراً} كاف على استئناف ما بعده.
{مسروراً} كاف.
{بلى} حسن. وتام عند نافع لأن النفي في قوله: {لن يحور} من مقتضيات الوقف عليها ومعنى {لن يحور} لن يرجع إلى الله تعالى.
وقيل الوقف {لن يحور} ومستأنف {بلى إنَّ ربه كان به بصيراً}.
و{بصيراً} تام.
ولا يوقف على شيء من قوله: {فلا أقسم} إلى قوله: {عن طبق}.
والوقف على {طبق} كاف..
{لا يؤمنون} ليس بوقف لأنَّ الاستفهام الإنكاري واقع على الجملتين فلا يفصل بينهما بالوقف.
{لا يسجدون} كاف. ومثله {يكذبون} وكذا {يوعون}.
قال في التقريب وعى العلم يعيه وعياً حفظه.
{بما يوعون} كاف على استئناف ما بعده.
ومعنى {يوعون} أي بما يضمرون في قولهم من التكذيب.
{أليم} تجاوزه ووصله بما بعده أولى سواء كان الاستثناء متصلاً أو منقطعاً.
{الصالحات} حسن وما بعده مستأنف.
آخر السورة تام.. اهـ.

.فصل في ذكر قراءات السورة كاملة:

.قال الدمياطي:

سورة الانشقاق:
مكية.
وآيها عشرون وثلاث بصري ودمشقي وأربع حمصي وخمس حجازي وكوفي.
خلافها:
{كادِحٌ} {كدحا} حمصي.
{فملاقيه} غيره.
{بيمينه} حجازي وكوفي ومثلها {وراء ظهره}.
القراءات:
واختلف في {ويصلى سعيرا} [الآية 12] فنافع وابن كثير وابن عامر والكسائي بضم الياء وفتح الصاد وتشديد اللام مضارع صلى مبنيا للمفعول معدى بالتضعيف إلى مفعولين الأول الضمير النائب والثاني {سعيرا} وافقهم ابن محيصن والحسن والباقون بفتح الياء وسكون الصاد وتخفيف اللام من صلى مخففا مبنيا للفاعل معدى لواحد وهو {سعيرا} وأمالها حمزة والكسائي وخلف وقللها الأزرق بخلفه وإذا قلل رقق اللام حتما لما مر أن التغليظ والإمالة ضدان.
وأمال {بلى} أبو بكر بخلفه وحمزة والكسائي وخلف بالفتح والصغرى الأزرق وأبو عمرو بكماله على ما مر وقصره في الطيبة على الدوري.
واختلف في {لتركبن} الآية 19 فابن كثير وحمزة والكسائي وخلف بفتح الباء على خطاب الواحد روى فيه خطاب الإنسان المتقدم الذكر أي لتركبن هولا بعد هول وافقهم ابن محيصن والأعمش والباقون بضمها على خطاب الجمع روعي فيها معنى الإنسان إذ المراد به الجنس وضمة الباء تدل على واو الجمع وأبدل أبو جعفر همزة {قرى} ياء مفتوحة وإدخال الأصبهاني معه في ذلك الواقع في الأصل هنا سهو أو سبق قلم ونقل القرآن ابن كثير. اهـ.

.قال عبد الفتاح القاضي:

سورة الانشقاق:
{يسيرا} {سعيرا}، {بصيرا}. {عليهم القرآن}، {أجر غير}، جلي.
{ويصلى} قرأ نافع والمكي وابن عامر والكسائي بضم الياء وفتح الصاد وتشديد اللام وغيرهم بفتح الياء وإسكان الصاد وتخفيف اللام ولورش فيه تغليظ اللام مع الفتح وترقيقها مع التقليل.
{لتركبن} قرأ المكي والأخوان وخلف بفتح الباء الموحدة وغيرهم بضمها.
{قرئ} أبدل أبو جعفر الهمزة ياء مفتوحة وصلا ساكنة وقفا ووافق حمزة أبا جعفر في الوقف. اهـ.

.فصل في حجة القراءات في السورة الكريمة:

.قال ابن خالويه:

ومن سورة الانشقاق:
قوله تعالى: {ويصلى سعيرا} يقرأ بضم الياء وفتح الصاد وتشديد اللام وبفتح الياء واسكان الصاد وتخفيف اللام فالحجة لمن شدد انه أراد بذلك دوام العذاب عليهم ودليله قوله: {وتصلية جحيم} لأن وزنها تفعلة وتفعلة لا تأتي الا مصدرا لـ: فعلته بتشديد العين كقولك عزيته تعزية والحجة لمن خفف انه أخذه من صلى يصلي فهو صال ودليله قوله تعالى: {إلا من هو صال الجحيم} والسعير في اللغة شدة حر النار وسرعة توقدها.
فأما قوله: {زدناهم سعيرا} فقيل وقودا وتلهبا وقيل قلقا كالجنون.
قوله تعالى: {لتركبن طبقا عن طبق} يقرأ بضم الباء وفتحها فالحجة لمن قرأه بالضم انه خاطب بالفعل جمعا وأصله لتركبون فذهبت الواو لسكونها وسكون النون المدغمه فبقيت الباء على أصلها الذي كانت عليه والحجة لمن قرأه بالفتح انه أفرد النبي عليه السلام بالخطاب وأراد به لتركبن يا محمد طبقا من أطباق السماء بعد طبق ولترتقين حالا بعد حال.
وهذه اللام دخلت للتأكد أو لجواب قسم مقدر والنون للتأكيد أيضًا وهي تدخل في الفعل ثقيلة وخفيفة في مواضع قد ذكرت في يونس.
وكان المحمدان ابن مجاهد وابن الأنباري يتعمدان الوقف إذا قرأ بهذه السورة في صلاة الصبح على قوله: {فبشرهم بعذاب أليم} ثم يبتدئان بقولك {إلا الذين آمنوا} فسئلا عن ذلك فقالا الاستثناء ها هنا منقطع مما قبله غير متصل به وإنما هو بمعنى لكن الذين آمنوا وإذا كان الاستثناء منقطعا مما قبله كان الابتداء مما يأتي بعده وجه الكلام. اهـ.

.قال ابن زنجلة:

84- سورة الانشقاق:
{ويصلى سعيرا}
قرأ أبو عمرو وعاصم وحمزة {ويصلى سعيرا} بفتح الياء وسكون الصاد أي يصلى هو أي يصير إلى النا رمن صلي يصلى فهو صال وحجتهم إجماع الجميع على قوله: {يصلى النار الكبرى} و{إلا من هو صال الجحيم} فرد ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه أولى ومعنى يصلى أي أنه يقاسي حرها من صليت النار أي قاسيت حرها.
وقرأ الباقون {ويصلى} بالتشديد من قوله صليته أصليه تصلية والمعنى أن الملائكة يصلونه بحر النار وجتهم ثم الجحيم صلوه وقوله: {وتصلية جحيم} وروى خارجة عن نافع {ويصلى} بضم الياء وإسكان الصاد من أصلاه وهو يصليه مثل عظمت الأمر وأعظمته وصليته النار وأصليته والمعنى واحد لأنه إذا أصلي فقد صلي وإذا صلي فإنما صلي وصلي.
{لتركبن طبقا عن طبق فما لهم لا يؤمنون 20، 19}
قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي {لتركبن طبقا} بفتح الباء أي لتركبن يا محمد حالا بعد حال يذكر حالات النبي صلى الله عليه من يوم أوحي إليه إلى يوم قبضه الله وقد روي أيضًا لتركبن يا محمد سماء بعد سماء يعني في لمعارج وقال آخرون منهم ابن عباس {لتركبن} أي لتصيرن الأمور حالا بعد حال بتغيرها واختلاف الأزمان يعني الشدة ف الأمور فاعلة وتكون التاء لتأنيث الجمع.
وقال آخرون منهم ابن مسعود وأنه قرأ {لتركبن} السماء حالا بعد حال تكون وردة كالدهان وتكون كالمهل في اختلاف هيأتها فتكون التاء لتأنيث {السماء}.
وقرأ الباقون {لتركبن} برفع الباء وحجتهم في ذلك أنه يخاطب الناس في ذلك لأنه كر من يؤتى كتابه بيمينه وبشماله ثم ذكر ركوبهم {طبقا عن طبق} ثم قال: {فما لهم لا يؤمنون} المعنى لتركبن حالا بعد حال من إحياء وإماتة وبعث حتى تصيروا إلى الله عن الحسن قال لتركبن حالا بعد حال ومنزلا عن منزل وعن مجاهد لتركبن أمرا بعد أمر. اهـ.

.فصل في فوائد لغوية وإعرابية وبلاغية في جميع آيات السورة:

.قال في الجدول في إعراب القرآن الكريم:

سورة الانشقاق:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

.[الانشقاق: الآيات 1- 5]

{إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ (1) وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ (2) وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (3) وَأَلْقَتْ ما فِيها وَتَخَلَّتْ (4) وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ (5)}

.الإعراب:

الظرف {إذا} متعلق بالجواب المقدّر أي علمت النفوس أعمالها، {السماء} فاعل لفعل محذوف يفسّره المذكور بعده {لربّها} متعلق بـ: {أَذِنَتْ}، ونائب الفاعل للمجهول (حقّت) ضمير يعود على {السماء} وذلك بحذف مضاف أي حقّ سمعها وطاعتها، {الأرض} فاعل لفعل محذوف تقديره انبسطت {فيها} متعلق بمحذوف صلة ما، والضمير في {حقّت} الثاني يعود على {الأرض}.
جملة: {الشرط وفعله وجوابه...} لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: {(انشقّت) السماء...} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {انشقّت (المذكورة)} لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: {أَذِنَتْ...} في محلّ جرّ معطوفة على جملة فعل الشرط.
وجملة: {حقّت...} في محلّ جرّ معطوفة على جملة فعل الشرط.
وجملة: الشرط وفعله وجوابه (الثانية)... لا محلّ لها معطوفة على جملة الابتداء.
وجملة: {(انبسطت) الأرض...} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {مُدَّتْ...} لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: {ألقت...} في محلّ جرّ معطوفة على جملة {انبسطت}.
وجملة: {تخلّت...} في محلّ جرّ معطوفة على جملة {ألقت}.
وجملة: {أَذِنَتْ...} في محلّ جرّ معطوفة على جملة {تخلّت}.
وجملة: {حقّت...} في محلّ جرّ معطوفة على جملة {أَذِنَتْ}.